معاناة عمرها 13 سنة عائلة جزائرية تعيش في كوخ ومرحاضها إناء

بلغةٍ مثقلة بالهموم ولسانٍ عاجز عن سرد تفاصيل تآلف عائلة
بيتور مع ظلمة كوخ، تختبئ تحت سقفه منذ 13 سنة، دخلت الكوخ وأول ما قوبلت
به عبارة ''مرحبا هذا هو البيت''، فيما هتف طفل رسمت على شفاهه ابتسامة
براءة منكسرة مردّدا ''أحلم بشقة فيها ماء وكهرباء''.



أبرزت الزيارة الخاطفة التي قادت ''الخبر'' في يوم مشمس وحار من
أيام شهر الصيام لبيت عائلة بيتور الكائن بدوار معصومة التابع لبلدية
بوفاريك شمالي البليدة، حجم المعاناة التي تعيشها في كوخ موحش ارتفعت به
نسبة الرطوبة وغابت عنه الإنارة ودورة المياه التي تم تعويضها اضطراريا
بإناء، حيث يتوفّر على شروط استقطاب أكبر عدد من الحشرات والقوارض التي
نهشت رأس الابن وإصبع الفتاة مؤخرا. حياة أفراد العائلة تلوّنت بالسّواد
وامتزجت بنكهة الموت، في ظلّ مكابدة براثن الفقر المدقع. تقول السيدة بيتور
''فرضت علينا الظروف القاسية انتظار فرج الترحيل منذ أكثر من 20 سنة، قبل
أن نصطدم بعدم إدراجنا ضمن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي التي أفرج
عنها خلال أفريل الماضي''، موضحة بأنّ الجهات المعنية صنّفت وضع العائلة
ضمن الحالات الخاصّة، حيث تعتبر من السكان الأصليّين لمدينة بوفاريك. وتروي
الزوجة مأساتها قائلة ''إنّنا نقضي ليالي بيضاء أيّام هبوب الرياح وهطول
الأمطار الرّعديّة، فالكوخ مبني بالزنك والترنيت والكرتون، كما تسبّب سوء
الحالة المعيشيّة في إصابة الزوج بأمراض عصبيّة نجمت عن اضطرابات نفسية
رافقته لسنوات عانى فيها من البطالة، فيما يكاد ابناي يلحقان بركب والدهما
ونيل نفس المصير في حال عدم استفادتنا من مسكن يأوينا، فابني نصحتني
معلّمته بعرض حالته على طبيب نفساني وابنتي التي لم تعرف شقاوة الصّبا ومرح
اللعب انطوائية ومعقدة بطبعه