إلقاء عشرات الجثث لمهاجرين هاربين من ليبيا في البحر
نفت الحكومة الليبية على لسان الناطق باسمها، موسى ابراهيم أمس
الجمعة، أنباء تحدثت عن مقتل خميس، أحد أبناء العقيد معمر القذافي، خلال
غارة ليلية لحلف الناتو على مدينة زليتن. يحدث
هذا في وقت اعترف خبراء أمريكيون بواشنطن باستحالة حل الأزمة الحالية في ليبيا عسكريا.
قال المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم للصحفيين، تعليقا على
أنباء أوردتها المعارضة المسلحة في بنغازي حول مقتل خميس القذافي بالقول
''المعلومات المتصلة بمقتل خميس في غارة للحلف هي أكاذيب قذرة هدفها
التغطية على قتل المدنيين في مدينة آمنة''. وكان موسى يقصد عملية للناتو
استهدفت أسرة ليبية أول أمس بزليتن، فقتلت سيدة وولدين لها، بينما نجا رب
الأسرة الذي كان يصلي الفجر في المسجد.
وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها عن مقتل خميس وهو قائد اللواء الـ32
أحد أكثر وحدات الجيش الليبي احترافية، فقد جرى إعلان خبر مقتله في بداية
الأزمة، لكن تبين أن الأمر مجرد إشاعة آنذاك.
وقال محمد زوازوي أحد المتحدثين باسم المعارضة المسلحة لوكالة الأنباء
الفرنسية، نقلا عن ما وصفهم بالجواسيس في صفوف القوات الموالية للقذافي أن
''خميس بين القتلى الذين سقطوا في الغارة''. وأضاف زواوي أن ''غارة جوية
وقعت خلال الليل على مركز عمليات القذافي في زليتن وقتل نحو 32 شخصا من
القوات الموالية له وأحدهم هو خميس''. وفي العاصمة طرابلس، أعلن التلفزيون
الليبى أن ''أهدافا مدنية وعسكرية'' في خلة الفرجان بالضاحية الجنوبية
الشرقية للعاصمة تعرضت لغارات، إثر انفجارات عنيفة هزت العاصمة الليبية فجر
أمس.
وفي واشنطن، اعترف خبراء أمريكيون خلال حلقة نقاش عقدها مركز الدراسات
الاستراتيجية والدولية وشارك في الندوة 50 خبيرا ومسؤولا سابقا ودبلوماسيا،
كلهم أمريكيون، أن ''الوضع الحالي في ليبيا يوضح أنه لا يمكن حل الأزمة
الحالية في ليبيا بالطرق العسكرية، وذلك بسبب عجز المعارضة عن دخول
طرابلس''. وسجل الخبراء أن ''التغيير لا بد أن يحدث في ليبيا، إلا أن الأمر
يمكن أن يستغرق فترة زمنية تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام''.
ووصفت الورقة الختامية للنقاش الوضع العسكري بالقول ''من الواضح أن
الجيش الليبي بدأ يتأقلم مع تدهور أوضاعه وأن عمليات الانشقاق تراجعت إلى
حد كبير. وكما أن الوقت ليس في صالح القذافي، فإنه ليس في صالح الحلفاء
أيضا، إذ لا يبدو ظاهرا أن هناك أساليب يمكن تطبيقها للتعجيل بانهيار
النظام. إلا أن فترة ما بعد القذافي قد بدأت بالفعل، ويجب على الحلفاء
التعامل معها بهذه الروح وبهذا الاسم وإعلان ذلك صراحة''. على صعيد آخر،
حذرت توصيات الخبراء من الإفراط في دعم المجلس الانتقالي بالأموال بسبب أن
الأموال الكثيرة تشكل مشكلة بقدر ما تشكل الأموال القليلة. كما حذر الخبراء
من الارتباط بالمجلس الانتقالي وحده على صعيد معارضي القذافي، وطلبوا في
المقابل الاستعداد لبلورة كيانات أخرى جديدة. وفي باريس، كشف برنار هنري
ليفي ''عرّاب'' الحرب في ليبيا ومستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في
حديث لإذاعة ''أوروبا ''1 وجود مفاوضات سياسية جارية منذ أسابيع بين المجلس
الانتقالي وأشخاص من طرابلس أيديهم غير ملطخة بالدماء، على حد وصفه. وقدّر
برنار ليفي أنهم ''معاونون سابقون للقذافي وتكنوقراط وأشخاص يعرفون كيفية
تسيير أمور الدولة''. ميدانيا، اتهمت السلطات الليبية المعارضة المسلحة أمس
بتخريب أنبوب نفطي في منطقة جبل نفوسة، وقال خالد الكعيم، نائب وزير
الخارجية الليبي أن العمل توقف في آخر مصفاة كانت لا تزال تعمل في البلاد.
على صعيد آخر، أعلن حرس السواحل الإيطالية نقلا عن مهاجرين سريين ناجين،
أنه تم التخلص من عشرات الجثث لمهاجرين هاربين من ليبيا بإلقائهم في
البحر، ماتوا على متن قارب متعطل منذ ثلاثة أيام بالقرب من سواحل جزيرة لا
مبيدوزا. واتهمت الحكومة الإيطالية بشكل ضمني حلف الناتو بعدم تقديم
المساعدة لتوسيع نطاق القرار الأممي ليشمل مد المساعدات لقوافل المهاجرين
الليبيين نحو سواحل إيطاليا.