أصدقاء تاكدة

'أصدقاء تاكدة' مشروع جديد لحماية التراث الشعبي المغربي
المجموعة تحضر لمسلسل جديد بثمانين ممثلا



من بين أعضاء الجمعية حسن نجمي، عاطفي، مصطفى أشخور، اللوزي نور الدين، بالإضافة إلى مجموعة تاكدة التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها سنة 1972 نشر التراث المغربي وتحيينه ليس فقط من خلال الأغاني التي يعرفها الجميع لكن أيضا من خلال مسلسلاتها وأعمالها الدرامية سواء في التلفزة أو المسرح.

وحدت بين هؤلاء الأعضاء الغيرة على الفن والتراث الشعبي، والإصرار على نشره وترسيخه في ذاكرة المواطن المغربي والعربي.

وأكد عمر الدخوش أحد أعضاء مجموعة "تاكدة"، أن الفرقة تعمد إلى التعريف بالفن الشعبي والمغربي داخل وخارج الوطن، من خلال المحافل الدولية والسهرات التي يحيونها في دول عربية وأوروبية خصوصا مع تشبثهم بالزي التقليدي المغربي وأداء مجموعة من الأغاني المغربية الأصيلة.

ويقول عمر إن حب وتجاوب الجمهور مع هذا الفن يظهر جليا عندما يتنقل البعض من مدن مجاورة إلى المدينة التي تقيم فيها "تاكدة" سهرتها، "نلاحظ الإقبال الكبير على نوع الأغاني التي نقدمها من خلال السهرات التي نحييها في الخارج وتهافت الجالية المغربية والأوروبية على الحضور وترديدهم الأغاني التي نؤديها بطلاقة وفرح، وآخرها السهرتين اللتين قدمناهما في هولاندا وبلجيكا".

ومن جهته أكد حسن حبيبي المرشح إلى رئاسة جمعية "أصدقاء تاكدة"، أن فكرة تأسيس الجمعية قديمة، اشتغل عليها مجموعة من المهتمين والمهووسين بالتراث الشعبي المغربي وكل ما يتعلق بالتراث الأصيل، عندما لاحظوا أن التراث المغربي أصبح شبيها بركام أو قوالب جامدة لا تخضع للتطوير، ومن خلال جمعية "أصدقاء تاكدة" أرادوا أن يؤكدوا على أن التراث المغربي الشعبي من أغنية ووثائق ورقص ولباس، سلسلة من انجازات حضارية مستمرة، وعلينا التمسك بأصالتنا وتراثنا الشعبي وتحديدا بالأغنية التراثية وبالتالي يجب أن يكون التراث امتدادا للحضارة المغربية الأصيلة .

وأشار حسن حبيبي أن الجمعية لم تؤسس من أجل مجموعة "تاكدة" بل إنها اختارت "تاكدة" لأنها تتميز بعناصرها المبدعة، ووقعت حضورا يشرف المغرب من خلال وجودها داخل المغرب أو خارجه، وتوجت في العديد من المحافل الوطنية والدولية، "لا شك أن الكل يذكر مشاركة هذه العناصر في فعاليات المهرجان الفني للهند، وشاركوا أيضا في مهرجان (أنا العربي) في دورته الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، وحازت المجموعة على الجائزة الأولى في مهرجان "مالطا" الدولي ثم شاركت في مهرجانات قرطاج والعديد من التظاهرات الفنية في الأقطار العالمية كلها، ولم يكن من الممكن إيجاد مجموعة تمثل أهداف الجمعية غير (تاكدة) ولذلك وقع اختيار "تاكدة" اسما للجمعية.

تهدف الجمعية حسب حسن حبيبي إلى حماية التراث المغربي من العوامل الدخلية عليه والحرص على تطويره، وتوثيق البحوث والدراسات التي تهتم بالتراث المغربي برمته ومناحيه المختلفة إما عبر إصدار نشرات مدرسية، أيام إخبارية وتنظيم حلقات تكوينية في هذا المجال.

وتسعى الجمعية إلى القيام بمبادرات إنسانية واجتماعية لفائدة الفنانين والعاملين في حقل التراث المغربي خصوصا وأن المشتغلين في هذا الميدان أشخاص بسطاء بعضهم من ذوي الحاجة، "وسننخرط في المنظمات المحلية والدولية التي تسهر على حماية التراث الشعبي ويمكن ربط شراكة مع جمعيات تنسجم مع أهداف جمعيتنا، وسنعمل على المساهمة في مبادرات تتعلق بالحفاظ على هويتنا المغربية".

وأكد حسن أن هذه العوامل الدخيلة على التراث تتسبب في عزوف الشباب عن التراث المغربي، لذلك سيعمل أعضاء الجمعية من خلال الحلقات التكوينية إلى التعريف بالتراث الشعبي المغربي.

وتعتزم الجمعية القيام بمجموعة من الأنشطة للوصول لأهدافها، إذ ستنظم الجمعية مهرجانات ثقافية على المستوى المحلي والوطني والمشاركة في المهرجانات الدولية، في محاولة لمحاربة المتاجرين في الفن الذين يسعون إلى تشويه التراث المغربي في أوروبا، من خلال الحفلات التي يقيمها بعض الشباب هناك لا علاقة لهم بالفن ويتخذونها وسيلة للهجرة السرية.

وعلى المستوى الوطني والدولي ستعقد الجمعية ندوات ولقاءات ومحاضرات حول التراث المغربي وستعمل على إصدار نشرة تعنى بالثقافة الشعبية، وستنظم حلقات تنشيطية وتكريمية بالإضافة إلى حفلات توقيع الكتب والبحوث والدراسات والمصنفات المتعلقة بالثقافة الشعبية.

وعن اختيار حسن لمهمة رئاسة الجمعية، قال "من المتوقع أن أكون على رأس الجمعية التي تضم باحثين ومجموعة من الفنانين والمشتغلين بهذا الحقل وأتشرف بذلك". من جهة أخرى ستشرع مجموعة "تاكدة" الأيام المقبلة في تصوير حلقات مسلسلها الجديد "واحدة من جوج" من ثلاثين حلقة ويضم نخبة من الفنانين، يصل عددهم إلى الثمانين، وسيتوزع تصوير مشاهد المسلسل الذي يرصد الحياة الاجتماعية المعيشة والصراع بين الخير والشر، بين البادية والمدينة وجزء مهم في أوروبا.

وعن سبب إطلاق اسم "واحدة من جوج" عنوانا للمسلسل للمخرج مصطفى فاكر، يوضح عمر الدخوش أنه جاء عن رغبة من المجموعة في التميز بهذا النوع من العناوين كمسلسلهما "ستة من الستين" و"خمسة وخميس".

وتستعد مجموعة تاكدة لإحياء مجموعة من السهرات والمشاركة في عدد من المهرجانات بـ "طاطا" و"الرشيدية" وكذا مهرجانات الدار البيضاء، بالإضافة إلى سهرات في أوروبا وبالخصوص بمدينة "بوردو" في فرنسا.